اعتبرت ممثّلة المفوضية العليا للّاجئين في لبنان ميراي جيرار أنّ "المنظمات الدينيّة المحليّة على صلة وثيقة بمسألة النازحين منذ وصولهم وحتى عودتهم في نهاية المطاف"، مشيرة إلى أن "تلك المنظّمات تتمتّع بمعرفة جيدة وخبرة كبيرة في شؤون الإغاثة، كما أنها تلعب دوراً فاعلًا في منع نشوب النزاعات. علينا واجب العمل معًا في هذا الوقت غير المسبوق للنزوح".
ولفتت جيرار، خلال مؤتمر "دور المنظمات الدينية المحلية في تطبيق الميثاق العالمي لشؤون اللاجئين" في معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى أن "هناك إجماع متزايد على أننا بحاجة إلى استجابة موحّدة"، مضيفة أن " الميثاق العالمي للاجئين يقرّ بحاجتنا للتصرّف بشكل أفضل ولتعبئة الجميع في سبيل تحقيق ما نصبو إليه كما أنّ لدينا جميعًا دورًا نلعبه".
بدوره، أوضح ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية روبن صغبيني أنّ "المنظّمات الدينيّة المحليّة تتحرّك بشكل سريع في الحالات الطارئة والوزارة تشجّع عملها ومستعدّة للتعاون"، مؤكدًا "أهميّة دور رجال الدين في تقريب وجهات النظر بين اللّاجئين والنازحين والمجتمع اللّبناني، مشدّدًا على "ضرورة عدم التمييز بين ديانة أو جنسيّة اللّاجئ او النازح".
من جهته، أشار مستشار السياسات والتواصل في مجلس كنائس الشرق الأوسط زياد الصائغ إلى أنّه "من المخيِّب للآمال أن نبقى أسرى خياراتٍ سياسيّة انتحارية، بدل تبنّي سياسات عامّة أساسها احترام كرامة الانسان والسّعي لتخفيف مأساته".
وفي معرض حديثه عن التطرّف، نوّه الصائغ بأنّه "على امتداد الخريطة العالميّة اليوم، وفي الشرق الأوسط، ثمّة تصاعد للتطرّف القومي والتخويف من الآخر"، مضيفًا أن "اليمين المتطرّف لم ينجح في الاستئثار بالإنتخابات في أوروبا ولكنّه تقدّم بنسبة 3 في المئة وهذا مؤشّر خطير. يجب أن لا ندخل في منطق الجلّاد والضحيّة لأنّ المأساة يعاني منها اللّاجئون والمجتمعات المضيفة معًا".
من جهته، كشف مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلّي أنّه في معرض عمله مع اللاجئين لم يسأل يومًا عن ديانة اللّاجئ أو موقعه السياسي، معربًا عن أسفه "عن عدم تدخّل أي مؤسّسة أمميّة لمساعدة اللّاجئين أو لبنان منذ اندلاع الحرب السوريّة سنة 2011".
أمّا أسقف وادي النصارى المطران ايليا طعمة فقد أوضح أنّ "الكنيسة عامّة تتعامل مع موضوع النزوح على قاعدة أنّ المسيح كان نازحًا مع عائلته حين انتقلوا إلى بيت لحم للإكتتاب. لكنّه في المقابل شدّد على أنّه مع قدوم النازحين إلى أبرشيّته إنهارت كل البنى التحتيّة وبدأت المشاكل مع أصحاب الأرض. وكشف عن تأسيس "مركز لقاء المحبّة" لتقريب وجهات النظر والتلاقي بين النازحين والمجتمع المضيف.
واختتم المؤتمر بتوصيات عدّة أهّمها:
- إنشاء مجلس يجمع قيادات دينية من الأديانوالطوائف كافة لمعالجة قضايا اللّجوء، ولعب دور مؤثّر في صناعة القرار ومواجهة خطاب الكراهيّة عبر المعالجة العلمية والاجتماعية.
- دعم كلّ العاملين في الحقل الإغاثي ورفع مستوى ثقافتهم وتحصينهم نفسيًّا.
- التواصل المباشر مع الدول المانحة في مؤتمر "بروكسيل 3" لعدم التلكوء في الوفاء بوعودهم.
- عمل المنظمّات الدينيّة على إتمام مصالحة إجتماعيّة بين اللبنانيين والسوريين لإزالة شعور الكراهية.
- الإتّفاق بين رجال الدين على الأولويّات مثل حقوق الطفل والزواج المبكر وغيرهما، ثمّ الإنتقال إلى مرحلة تدريب العاملين في الحقل الإغاثي وبناء قدراتهم وتزويدهم بالآليات والمعدّات الضروريّة.